مسقط: افتتح اليوم ملتقى الصداقة والتعاون الصيني العماني والذي يمثل خطوة مهمة لتعزيز التعاون العملي بين الصين وعمان بسرعة.
حضر حفل الافتتاح صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، والمكرم / سالم قطن نائب الرئيس لمجلس الدولة، وسعادة الدكتور صالح مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي رئيس جمعية الصداقة العمانية الصينية.
وفي حفل الافتتاح ألقى سعادة السفير ليو جيان كلمة رئيسية أشاد فيها بالشراكة الاستراتيجية بين الصين وعمان، معتبرًا أن التحديث الصيني النمط يوفر فرصًا لتحقيق رؤية عمان 2040، كما طرح مقترحات حول كيفية تسريع التعاون العملي بين البلدين. وأكد السفير ليو جيان في ختام كلمته على أهمية السلام، مشيرًا إلى أن الصين تدعم "حل الدولتين" بحزم، داعيًا إلى وقف إطلاق النار فورًا وعودة جميع الأطراف إلى المسار السياسي الصحيح لحل النزاعات الإقليمية.
من جانبه، قدم سعادة الدكتور صالح مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عرضاً عن إنجازات عُمان في التنويع الاقتصادي، مؤكداً أن عُمان تمثل محوراً حيوياً في مبادرة "الحزام والطريق" لربط الشرق بالغرب، وتعتبر الصين شريكاً أساسياً، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات البنية التحتية والطاقة الجديدة والتكنولوجيا.
كتنت الجلسات النقاشية للملتقى حماسية ومركزة! لقد كان حوارًا وتبادلًا حقيقيًا. اجتمعت شركات ذات القوة من الصين وعُمان مع صانعي السياسات العُمانيين، وتواصلوا بعمق، واستكشفوا فرص التعاون، وتلاقت أفكارهم بشكل مبدع. العديد من الاقتراحات الجيدة تتشكل الآن. عناوين الجلسات النقاشية الثلاث كالآتي: التحديث الصيني النمط ورؤية عُمان 2040، التعاون في مجال الطاقة، والتعاون في الابتكار التكنولوجي. تحية للشركات الصينية! لقد قدّمتم دعمًا صينيًا فعّالًا لتحقيق رؤية عمان 2040، حيث ساهمتم في: إطلاق أول قمر صناعي عُماني، إنشاء أول شبكة اتصالات للجيل الخامس، تنفيذ أكبر وأعقد مشروع لنقل وتوزيع الكهرباء على المستوى الوطني، تنفيذ مشروع الخزان الاستراتيجي للنفط لتعزيز أمن الطاقة. وكما ذكر سعادة السفير ليو جيان، فإن هذا الملتقى يمثل منصة للتواصل بين شركات البلدين، وعلى التعاون العملي بين الصين وعُمان أن "يسرع وتيرته إلى الأمام"!
والتقى سعادة الدكتور صالح مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني مع الشركات الصينية. حيث شاركت الشركات الصينية بحماس وأبدت تفاعلاً ملحوظاً من خلال المداخلات والأسئلة. استمر اللقاء ساعة كاملة، أظهرت خلالها الشركات الصينية اهتماماً كبيراً بالاستثمار في عُمان، كما قدموا العديد من المقترحات البناءة. وقد أجاب سعادة الوكيل بكل جدية على استفسارات الحضور، موضحاً استراتيجية تنويع الاقتصاد العُماني والمزايا التفضيلية لتسهيل الاستثمار. كما جرت المناقشات المكثفة بين الشركات الصينية والعُمانية في جلسات الأعمال الثنائية (B2B) في أجواء حماسية وحيوية.
التواصل الثقافي أيضًا كان أحد المواضيع التي ناقشها الملتقى. حيث قال سعادة السفير ليو جيان إن الصين قد منحت مواطني عُمان سياسة إعفاء من التأشيرة من جانب واحد، مما فتح الباب أمام تسهيل تنقل الأفراد، والخطوة التالية هي بذل جهود مشتركة لتعجيل افتتاح رحلات جوية مباشرة بين البلدين. كما أكد على ضرورة مواصلة دعم تعليم اللغة الصينية في عُمان، حيث سيتم افتتاح دورات لتعليم الصينية في جامعة ظفار وأربع مدارس ثانوية عُمانية هذا العام؛ وتعزيز التعاون السياحي والتبادلات الثقافية في مجالات مثل المتاحف والعروض الفنية والكتب والأفلام، ليكون البلدان نموذجًا للحوار بين الحضارات. من جانبه، قال الدكتور هشام عبدالمجيد مدير قسم العلاقات الدولية بجامعة ظفار إن اللغة ليست فقط أداة للتواصل، بل هي أيضًا باب يفتح للطلاب العُمانيين نحو العالم، وجسر يربط بين الثقافات والاقتصاد والمستقبل. بينما تطرق البروفيسور فو تشي مينغ من جامعة بكين إلى أهمية التواصل بين الثقافات.